قطاع الشباب والرياضة

قطاع الشباب والرياضة

 الإنطلاقة مع الإمارة

بعد قيام إمارة شرق الأردن، دخلت كرة القدم إلى البلاد عن طريق أفراد من القوات البريطانية المتواجدين ضمن قوة الجيش العربي آنذاك، ومارسها تلاميذ مدرسة التجهيز بعمان، ثم انتشرت بين مدارس الأردن فيما بعد، وبدأت اللعبة في الانتشار بين العامة، قبل أن يبدأ تأسيس الأندية الرياضية، ويظهر بعد ذلك أول تنظيم رياضي غير رسمي يقيم سداسيات لكرة القدم بين الشباب الأردني والشباب الإنجليزي عام 1926.

 

تأسس أول نادي رياضي في إمارة شرق الأردن عام 1928 باسم "نادي الأردن" واقتصر على لعبة كرة القدم، ولعب أولى مبارياته الخارجية مع فريق نادي بردى السوري في نفس العام، ليقوم بعض أعضاء الفريق بتشكيل نادٍ جديد باسم نادي الأمير طلال عام 1933، وسبقه عام 1929 تأسيس النادي الشركسي إلا أن الأندية الثلاثة لم تستمر لأن معظم أعضائها من الطلبة الذين كانوا يدرسون خارج الوطن.

في هذه الأثناء ظهرت رياضتا الهوكي والبولو والذي استمر تطورهما حتى تشكل منتخب عسكري للبولو عام 1933، ثم بدأت بعد ذلك رياضات ألعاب القوى، وقيادة الدراجات التي أُقيم لها سباق بطلب من الملك المؤسس، حيث فازَ بالمركز الأول المتسابق حسني سيدو الكردي وحل ثانياً سعيد عصفور.

تشكل أول فريق لرياضة الجمباز بمبادرة من لاعب الجمباز الشاب الشركسي أحمد كمال قبشورة، وظهرت لعبة الملاكمة منذ البدايات الأولى لتأسيس الإمارة وذلك على يدي البطل التركي أديب كمال الذي قام بتدريب مجموعة من الفتيان، وأسس أول فريق للملاكمة في العام 1927.

وكانت لعبتا الرماية والصيد جزءا من الموروث الثقافي والاجتماعي لأهل المنطقة، وأدى اهتمام الملك المؤسس بهما إلى جعلهما من الرياضات المهمة، إضافة للعبة الشطرنج والتي كان يمارسها في الأُمسيات التي تجمعه بالنخب من رجال الدين والأدب والفكر والسياسة.

في العام 1932 تشكل نادي الأشبال والذي أصبح يعرف بكشافة الفيصلي، ومع إلغاء برامج الكشافة من نشاطاته، تشكل أول فريق لكرة القدم في العام 1937.

كان عام 1944 بداية جديدة لكرة القدم الأردنية بتأسيس "الاتحاد الرياضي العام" وهو أول هيئة تشرف على النشاطات والمسابقات الرياضية بين الأندية، وشهد شهر نيسان من ذلك العام إقامة أول دوري لكرة القدم على مستوى المملكة، بناءً على طلب الملك المؤسس وعلى كأس مقدمة منه، شارك فيه 4 فرق هي: الفيصلي، الأردن، الأهلي والهومنتمن، وسط احتفالات كبرى على ملعب المحطة، حيث فاز الفيصلي بهذه البطولة، والتي كانت إحدى أقدم بطولات الدوري الكروية في الوطن العربي والقارة الآسيوية.

في عام 1949 تأسس الاتحاد الأردني لكرة القدم والذي كان عضواً مؤسساً في الاتحاد العربي لكرة القدم.

بدأت لعبة كرة السلة في إمارة شرق الأردن عام 1936 عندما جاء حسين سراج الذي أنهى دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتم تعيينه مدرساً في المدرسة العسبلية بعمان حيث قام بإدخال اللعبة وتعليم فنونها للشباب الأردني وتم تشكيل فريق من طلاب المدرسة، وفي العام 1938 بدأت كرة السلة بالانتشار في مدارس المحافظات كالسلط والكرك واربد، وأُقيمت أول مباراة رسمية في اللعبة على ملعب ثانوية السلط الذي أنشئ عام 1939 بين فريقي مدرسة السلط ومدرسة الكرك.

استمرت كرة السلة بالانتشار على مستوى مدارس المملكة وأصبح لديها ممارسوها، وفي العام 1943 أُقيمت أول مباراة خارجية بين مجموعة من شباب الأردن ونادي بردى السوري على ملعب مدرسة الصناعة (مكان قصر العدل بشارع السلط بعمان) وافتتح الأهلي الذي بدأ ممارسة اللعبة عام 1944 ملعبه بتاريخ 5 تشرين الأول 1950 في مباراة مع فريق شركة الكهرباء الذي أُسس حديثاً.

بدأت ممارسة ألعاب القوى عام 1944 حيث أقام النادي الأهلي مهرجاناً تضمن مسابقات في الوثب العالي، سباق 200م و600م، رمي الجلة والوثب الطويل، وشهد عام 1945 بداية ممارسة الأندية للكرة الطائرة من خلال المهرجان الذي أقامه النادي الاهلي أيضا، أما على صعيد كرة الطاولة، فقد كان للنادي الأهلي شرف تقديم اللعبة من خلال المهرجان الرياضي الذي أقامه، وعام 1946 أٌقيمت بطولة لكرة الطاولة جمعت بين أندية الفيصلي والأهلي والأردن، تلتها عام 1947 إقامة أول بطولة فردية في المملكة نظمتها مدرسة الكلية العلمية الإسلامية بمشاركة 130 لاعباً.

بعد أن تأسس الاتحاد الأردني لكرة القدم في العام 1949 وأصبح عضواً بالاتحاد الدولي (فيفا) عام 1958، نشطت الحركة الرياضية وخاصة في لعبة كرة القدم، حيث لعب المنتخب الأردني مباراته الدولية الأولى عام 1953 في الدورة الرياضية العربية الأولى بالإسكندرية وحل حينها بالمركز الرابع بين 6 دول، وفي هذه الدورة حصل الأردن على ميداليتين في كرة السلة ورفع الأثقال.

واصلت لعبة كرة الطاولة صعودها ففي عام 1955 شارك المنتخب الوطني في أول بطولة عربية في دمشق بمشاركة 4 لاعبين، وعام 1956 شارك في البطولة العربية الثانية في الإسكندرية والتي شهدت أول مشاركة نسوية باللعبة في تاريخ الأردن الرياضي، ليعلن في العام 1957 عن تأسيس الاتحاد الأردني لكرة الطاولة.

في كرة السلة شاركت الفرق الأردنية في الدورة المدرسية في بيروت عام 1954، وفي العام 1957 تأسس الاتحاد الأردني للعبة، وشهد نفس العام إقامة أول بطولة رسمية بمشاركة 6 أندية، قبل أن تبدأ ممارسة كرة اليد في معهد المعلمين عام 1958.

العقد السادس من تاريخ الدولة شهد ثورة في تأسيس الأندية الرياضية، حيث بلغ عددها 56 نادياً منها 22 نادياً في العاصمة عمان، و13 في اربد، 6 في الزرقاء، 4 في المفرق، 2 في البلقاء والطفيلة وجرش، وواحدا في مادبا ومعان والعقبة والكرك والبترا، هذا الأمر ساعد بقوة على تأسيس المزيد من الاتحادات الرياضية لتنظيم المسابقات في الألعاب الرياضية، حيث تشكلت 8 اتحادات خلال الأعوام 1973-1980 وهي اتحادات: الشطرنج 1973، الرماية، 1974، الجمباز والتايكواندو والسباحة والكراتيه والسكواش 1979 والتنس الأرضي 1980، وخلال عقد الثمانينات تم الإعلان عن تأسيس 10 اتحادات رياضية جديدة، الأمر الذي وسع من دائرة البطولات والمشاركات الداخلية والخارجية.

والرياضة الأردنية هي الوحيدة بين الدول العربية التي لم تغب شمسها عن الدورات الرياضية العربية وبواقع 12 مشاركة حتى الآن.

 

 الإنطلاقة الأولمبية

في عام 1980 كان الوفد الأردني حاضراً في أول مشاركة في دورات الألعاب الأولمبية في موسكو، حيث شارك في رياضة الرماية عبر اللاعبين: محمد سمارة، حسام فليح، نواف تيم، رافع فهد، زياد فرج، أمير بركات، خيري ياسر، محمد عيسى شاهين، نادر شلهوب.

عقد الثمانينات شهد ثلاثة أحداث رئيسية؛ الأول بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في لوس انجلوس 1984 في ألعاب الرماية والمبارزة وألعاب القوى وهي الدورة التي شهدت أول مشاركة نسوية أردنية عبر العداءة رائدة بدر، والحدث الثاني بالمشاركة الأردنية في دورة الألعاب الأولمبية في سيؤول 1988 والتي شارك فيها بست ألعاب هي: المصارعة، الملاكمة، التايكواندو، القوس والنشاب، كرة الطاولة، والمبارزة، وفي هذه الدورة ارتفع العلم الأردني في سماء سيؤول مرتين بعد أن حقق لاعبا التايكواندو سامر كمال وإحسان سميح ميداليتين برونزيتين، لكن اللعبة لم تكن حينها رسمية في الأولمبياد، والحدث الثالث في الحصول على الميدالية الذهبية لكرة السلة عام 1985 في الدورة الرياضية العربية السادسة في الرباط.

شارك لاعبو منتخباتنا الوطنية في ثلاث دورات أولمبية لاحقة بعد دورة سيؤول؛ برشلونة 1992 في رياضات الرماية وكرة الطاولة وألعاب القوى والتايكواندو، وفيها أضاف عمار فهد ميدالية برونزية للرصيد الأولمبي الأردني، لكن الرياضة لم تكن رسمية أيضا، وشاركت منتخباتنا في دورة أتلانتا 1996 في 3 رياضات هي: الرماية، السباحة، وألعاب القوى، كما شاركنا في دورة سيدني 2000 عبر 6 رياضات: الرماية، السباحة، ألعاب القوى، الفروسية، التايكواندو، وكرة الطاولة، مثلما تأهل منتخب كرة السلة للشباب عام 1995 الى نهائيات كأس العالم في اليونان.

 
 انجازات في الآسياد

شهدت النسخة العاشرة من دورة الألعاب الآسيوية والتي استضافتها العاصمة الكورية سيؤول عام 1986، الظهور الأول للمنتخبات الوطنية في هذه الألعاب التي انطلقت عام 1951، حيث مثل الأردن في هذه الألعاب 32 لاعباً ولاعبة في رياضات: كرة السلة، ألعاب القوى، التايكواندو، والرماية، ونجحت البعثة الأردنية في حصد 4 ميداليات جميعها في رياضة التايكواندو، 3 فضيات عبر اللاعبين أحمد علي وتوفيق نويصر وسامر كمال، وبرونزية للاعب طارق اللبابيدي، وفي نفس العام كان المنتخب الوطني لكرة القدم يسجل مشاركته الأولى في تصفيات كأس العالم.

منتخباتنا الوطنية كانت حاضرة أيضا في دورات الألعاب الآسيوية هيروشيما 1994 وبانكوك 1998، حيث مثل الأردن في هيروشيما 13 لاعبا ولاعبة في رياضات: الفروسية، ألعاب القوى، التايكواندو، الرماية والكراتيه وانتزعت البعثة 4 ميداليات كانت جميعها من نصيب التايكواندو عن طريق فضيتي محمد الزعبي وعمار فهد، وبرونزيتي توفيق نويصر -الذي أصبح أول رياضي أردني يحقق ميداليتين في الألعاب الآسيوية- ويوسف أبو زيد.

أما في دورة بانكوك 1998 والتي مثلنا فيها 38 لاعباً ولاعبة في 11 رياضة هي: التايكواندو، الرماية، البولينج، الملاكمة، رفع الأثقال، السكواش، الجودو، الكراتيه، السباحة، الجمباز وألعاب القوى، فقد حققت البعثة الأردنية 5 ميداليات، جاءت عن طريق فضية لاعبة التايكواندو آلاء كتكت والتي أصبحت أول سيدة أردنية تحرز ميدالية في الآسياد، كما نال لاعبو التايكواندو فضيتين بواسطة حسين الطحلة وابراهيم عقيل وبرونزية بواسطة محمد الفرارجة، وتوج الملاكم محمد أبو خديجة بالميدالية البرونزية.

الإنجاز الأردني بقي حاضرا في الآسياد، ففي دورة بوسان 2002 حقنا برونزيتان في التايكواندو عن طريق إياد الصيفي وعلي الأسمر، وفي دورة الدوحة 2006 حصلنا على 7 ميداليات أبرزها أول ذهبية بإمضاء لاعب التايكواندو محمد البخيت وثلاث فضيات عن طريق يحيى أبو طبيخ (المصارعة)، آلاء كتكت وجميل الخفش (التايكواندو)، و4 برونزيات عبر عامر أبو عفيفة وطلعت خليل والمعتصم بالله خير (كراتيه)، وأحمد السعافين (بناء الأجسام)، وفي دورة جوانزو والتي تعد المشاركة الأبرز للرياضة الأردنية، حقق لاعبونا 6 ميداليات من بينها ميداليتين ذهبيتين عن طريق لاعب التايكواندو نبيل طلال، ولاعبة الكراتيه منار شعث، والتي أصبحت أيضاً أول سيدة أردنية تحقق ميدالية ذهبية في الآسياد، كما نال كل من: دانا حيدر )التايكواندو) وبشار النجار (كراتيه) ميداليتين فضيتين، وكل من ندين دواني (التايكواندو) والمعتصم بالله خير (كراتيه) ميداليتين برونزيتين، وفي دورة آنشتون بكوريا الجنوبية 2014 شارك الأردن بوفد هو الأكبر من 97 لاعبا ولاعبة يمثلون 12 رياضة هي: الملاكمة، الكراتيه، التايكواندو، كرة القدم، المصارعة، الجودو، السكواش، كرة السلة، ترايثلون، رفع الأثقال، الوشو والدراجات، وفيها حصل لاعبونا على 4 ميداليات عن طريق فضية لاعب الكراتيه عبدالرحمن المصاطفة، وفضية الملاكم عدي الهنداوي، وبرونزيتي الملاكمين عبادة الكسبة وإيهاب المتبولي. أما المشاركة الأخيرة في آسياد أندونيسيا فكانت متميزة بحصولنا على 12 ميدالية (ذهبيتان وفضية و9 برونزيات) وهي أعلى حصيلة من الميداليات في تاريخ مشاركاتنا حيث مثلنا 35 لاعبا في 8 رياضات هي: التايكواندو، السباحة، كرة السلة 3×3، الملاكمة، الجوجيتسو، ألعاب القوى، الكراتيه، الجودو والبريدج، حيث نال اللاعبان جوليانا الصادق (التايكواندو) وحيدر الرشيد (الجوجيتسو) ميداليتان ذهبيتان، وأصبحت جوليانا الصادق أول لاعبة تايكواندو أردنية وعربية تحقق ميدالية ذهبية في تاريخ الألعاب الآسيوية، كما فاز لاعب الجوجيتسو زيد سامي جرندوقة بالميدالية الفضية، وحققنا 9 برونزيات من خلال: حمزة قطان، صالح الشرباتي، أحمد أبو غوش )تايكواندو(، يارا قاقيش وفريح الحراحشة وعبدالكريم الرشيد (الجوجيتسو)، عبدالرحمن المصاطفة وبشار النجار )الكراتيه)، وزياد عشيش (الملاكمة).

 

 أكبر إنجاز رياضي

بقيت المشاركة في دورات الألعاب الأولمبية بعيدة عن الطموح، رغم المشاركة بثمانية لاعبين يمثلون خمس رياضات في أثينا 2004 وبسبعة لاعبين في بكين 2008 وبنفس الألعاب وهي: كرة الطاولة، الفروسية، التايكواندو، العاب القوى والسباحة، ومن بعدها لندن 2012 والتي حلت فيها الملاكمة مكان كرة الطاولة بمشاركة تسعة لاعبين، ليأتي الفرح والفرج في دورة ريو دي جانيرو 2016 بتحقيق الإنجاز الأغلى في تاريخ الرياضة الأردنية، في الحصول على الميدالية الرسمية الأولى والذهبية الأولى عبر تاريخ المشاركات الأردنية في دورات الألعاب الأولمبية، بعد انتظار دام 36 عاماً، بإمضاء بطل التايكواندو احمد أبو غوش.

سجل الشرف لمن مثل الأردن في تاريخ الألعاب الأولمبية يدون فيه أسماء 65 لاعبا ولاعبة (46 لاعبا و19 لاعبة) يمثلون 12 رياضة هي: ألعاب القوى، التايكواندو، الرماية، السباحة، الملاكمة، كرة الطاولة، الفروسية، المصارعة المبارزة الجودو، القوس والسهم والترايثلون، وتمكن عشرة لاعبين من تسجيل حضورهم في الألعاب الأولمبية في أكثر من مناسبة وهم : ندين دواني- التايكواندو (3 دورات) إبراهيم بشارات -الفروسية (3 دورات)، الأميرة زينة راشد - كرة الطاولة (دورتين)، محمد جبور - الرماية (دورتين)، فخر الدين فؤاد - ألعاب القوى (دورتين)، ندى قعوار- ألعاب القوى (دورتين)، عمر أبو فارس -السباحة (دورتين)، خليل الحناحنة- ألعاب القوى (دورتين)، تاليتا بقلة- سباحة (دورتين)، ومثقال العبادي- الماراثون (دورتين).

الحضور الأردني في الدورات الأولمبية، كان سجل قبلها إنجازا في دورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب والتي أقيمت في سنغافورة 2010 بحصولنا على ميداليتين فضية وبرونزية في التايكواندو؛ فضية عن طريق دانا حيدر وبرونزية عن طريق يزن الصادق. وفي الدورة الثانية التي أقيمت في مدينة نانجينج بالصين 2014 شارك الأردن في 4 رياضات هي: التايكواندو، السباحة، المبارزة والجمباز ولم نحقق فيها أي نتائج، وفي الدورة الثالثة التي اٌقيمت في مدينة بيونيس آيريس بالارجنتين 2018 شاركنا في 6 رياضات ومثلنا 13 لاعبا وحققنا ميدالية برونزية واحدة من خلال لاعب التايكواندو زيد مصطفى.

 

 الملك المعزز يواصل المسيرة

مارس جلالة الملك عبدالله الثاني صنوفا مختلفة من الرياضات مثل كرة القدم والرجبي والسباحة والغطس والقفز بالمظلات وسباقات السيارات، كما ترأس الاتحاد الأردني لكرة القدم 1992-1999، وخلالها حقق المنتخب الوطني لقب بطولة الأردن الدولية عام 1992 قبل الظفر بذهبية دورة الألعاب العربية عام 1997 في بيروت.

إلى جانب ذلك، تفوق جلالته في مجال سباق السيارات؛ حيث بدأ مشاركاته عام 1984 من خلال رالي بنك البتراء الوطني، ورالي دايهاتسو الوطني، وحمل لقب بطولة الأردن للسائقين عام 1984، وفي عام 1985 شارك جلالته لأول مرة في رالي الأردن الدولي ضمن بطولة الشرق الأوسط، وحقق المركز الثالث في رالي الأردن الدولي روثمانز عامي 1986 و1988، واحتل في العام ذاته المركز السابع في رالي قصور الصحراء، وفاز بسباق رالي الألبان الدنماركية، وحصل على المركز الثاني في رالي طريق الملوك، كذلك فاز في ذات العام ببطولة الأردن للسائقين وشارك في رالي قطر الدولي عام 2000.

في عام 1987 شارك جلالة الملك عبدالله الثاني في رالي الأردن الدولي، وفي سباق تسلق مرتفع الرمان شارك في سباقين حاز فيهما على المركز الثاني والثالث عام 1988 و1989، وعاد جلالته ليحتل المركز الرابع عام 2000، وهو السباق الذي يتمتع بنكهة هاشمية بعد أن حقق جلالة الملك الحسين بن طلال –طيب الله ثراه- فيه رقما قياسيا عام 1989 بزمن 2,04,67 دقيقة.

الرعاية الكبيرة للكرة الأردنية من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني والذي ترأس اتحاد كرة القدم خلال الفترة 1992-1999 كانت بمثابة الموجه الأساس لسمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد، وكانت البداية في "دورة الحسين" بنيل ذهبية مسابقة كرة القدم، محافظا على الانجاز الذي تحقق في بيروت العام 1997، ولأول مرة بتأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات أمم آسيا في الصين العام 2004 والتأهل للدور الثاني.

كما تأهل المنتخب لنهائيات كأس الأمم الآسيوية الخامسة عشرة التي جرت في العاصمة القطرية عام 2011 لدور الثمانية، وسجلت الكرة الاردنية إنجازات مشرفة على مستوى منتخبات الفئات العمرية توجت بالتأهل الى نهائيات كأس العالم للشباب 2007، ومضى منتخب 22 على نفس طريق التميز بعدما بلغ مربع الذهب للبطولة الآسيوية وظفر بالميدالية البرونزية.

وشهدت كرة القدم النسوية نقلة نوعية تمثلت بإنجازات عربية للمنتخب النسوي وأخرى آسيوية بعدما تأهل المنتخب الى النهائيات في فيتنام، وشارك منتخب الشابات في مونديال السيدات تحت 17 سنة الذي استضافته المملكة بمشاركة 16 منتخبا عالميا.

وبلغ منتخب النشامى الملحق العالمي في تصفيات كأس العالم 2014، وواجه منتخب أوروجواي، مرتين في عمان ومونتفيديو.

وللمرة الأولى في تاريخ كرة القدم الأردنية اجتازت المنتخبات الأردنية تصفيات البطولات الآسيوية الثلاث الكبرى (منتخبات الرجال، الشباب، الناشئين) خلال عام 2010 وفي سنوات عديدة أخرى وكان آخرها حصول المنتخب الوطني تحت 22 سنة على المركز الثالث في نهائيات النسخة الأولى من نهائيات كأس آسيا في سلطنة عمان 2014، ثم جاء الإنجاز العالمي الكبير بحصول الأردن على ثقة العالم وفوز الملف الأردني باستضافة نهائيات كأس العالم للشابات عام 2016.

هذه الانجازات تكررت أيضا في كرة السلة من خلال تأهل المنتخب الى نهائيات كأس العالم مرتين 2010 و2019، واحتلاله المركز الثاني في بطولة كأس آسيا، وفاز بكأس وليام جونز 2007 و2008 وذهبية الدورة العربية السادسة في المغرب عام 1985، وفضية الدورة العربية السابعة في سوريا عام 1992، وفضية الدورة العربية التاسعة في عمان عام 1999، والسيف الذهبي للبطولة العربية العسكرية عام 1987 في الإمارات، والمركز الثالث في بطولة آسيا في ماليزيا 1986، والمركز الثاني في بطولة الملك عبدالله 1992، والمركز الأول في بطولة الملك عبدالله 2004، والمركز الأول في بطولة قطر الدولية عام 2004، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم للشباب في اليونان 1995، والمركز الثالث في كأس التحدي الآسيوي 2016.

 

 الحركة الشبابية ... من البداية

بقيت جهود رعاية الشباب والرياضات المختلفة والأندية منذ بداية تأسيس الدولة، محكومة بقانون الجمعيات الخيرية (الشؤون الاجتماعية آنذاك)، حتى صدور قانون مؤسسة رعاية الشباب رقم 13 لسنة 1968، ثم أصبح أمر رعاية الشباب منوطا بمؤسسة رعاية الشباب التي حدد القانون أعمالها ومجالات أنشطتها، وبقيت مؤسسة رعاية الشباب تابعة لرئاسة الوزراء حتى عام 1976، عندما أنشئت وزارة الثقافة والشباب والتي عين سيادة الشريف فواز شرف أول وزير لها، وأشرفت على أعمال المؤسسة كأحد إداراتها إلى حين صدور قانون رعاية الشباب رقم 8 لعام 1987، حيث تأسست وزارة خاصة بالشباب، والتي تم دمجها ضمن وزارة الشباب والرياضة، واستمرت بهذا الاسم إلى عام 2001 حين صدر القانون المؤقت رقم 65 الذي تم بموجبه الفصل بين الشباب والرياضة، وعلى أثره تم إلغاء وزارة الشباب وتشكيل المجلس الأعلى للشباب والذي رافقه استقلال اللجنة الاولمبية الأردنية كهيئة أهلية، قبل أن تعود وزارة الشباب في مناسبتين 2011 و2016 وتبقى كذلك حتى الآن.

ولعل بداية إنشاء مدينة الحسين للشباب عام 1964 وانتهى العمل فيها عام 1968 بتبرع سخي من المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، كانت النقطة الفارقة لتحقيق التطور الرياضي والشبابي، وفي عقد الستينيات تم إنشاء 10 مراكز شبابية في عدد من المحافظات.

ومع نهاية القرن الماضي كانت الحركة الشبابية في أوجها بعد أن تضاعفت عملية بناء المراكز الشبابية والمدن والمجمعات الرياضية، وازدياد عدد الأندية الرياضية، فتم افتتاح أول مجمع رياضي في المملكة وهو مجمع الأمير حسين بن عبدالله في السلط عام 1989، وإنشاء مدينة الحسن الرياضية في اربد عام 1990 لاحتضان الأنشطة الرياضية والشبابية في الشمال، ومدينة الأمير محمد في الزرقاء 1999، وبلغ عدد الأندية 156 ناديا رياضيا وشبابيا، في الوقت الذي بلغ فيه عدد المراكز الشبابية 45 مركزا للشباب والشابات.

وفي عام 2001 صدر القانون المؤقت رقم 65 الذي تم بموجبه الفصل بين الحركتين الشبابية والرياضية، وعلى أثره تم إلغاء وزارة الشباب وتشكيل المجلس الأعلى للشباب، رافقه استقلال اللجنة الاولمبية الأردنية كهيئة أهلية يتولى رئاستها سمو الأمير فيصل بن الحسين منذ عام 2003.

وفي عام 2015، استضاف الأردن المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن، برعاية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على خلفية اصدار قرار رقم 2250 الذي تبناه مجلس الأمن والذي جاء تتويجا لجهود الأردن، لتسليط الضوء على دور الشباب وأهمية مشاركتهم، كعنصر أساسي وفاعل، في صناعة السلام وحل النزاعات.

ونتج عن "المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن" الذي اعتبر مظلة لأكبر تجمع لممثلي المنظمات الشبابية في العالم، "إعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن"، الذي صاغه الشباب أنفسهم وشكّل رؤية مشتركة وخارطة طريق لسياسات أفضل، من أجل تعزيز دور الشباب.

 

 الحركة الكشفية منذ التأسيس

الحركة الكشفية كانت حاضرة مع تأسيس الإمارة، إذ تم تأسيس أول فرقة كشفية أردنية في مدرسة تجهيز السلط عام 1923 وقوامها 30 كشافا حيث تولى عدد من أفراد الجيش العربي الأردني تدريب الكشافة، قبل أن يتولى تدريب الفرقة الأستاذ محمد تيسير ظبيان.

وفي عام 1925 تأسست الفرقة الكشفية الثانية في المدرسة الإنجيلية العربية بالسلط بقيادة الأستاذ ميخائيل خوري والتي استقبلها الملك المؤسس -طيب الله ثراه- في قصره العامر، بعد أن أتمت الفرقة رحلة كشفية سيرا على الأقدام في الفحيص ووادي السير وعمان، مثلما تأسست فرق في نادي جلعاد والأهلي ونادي الشباب في معان، قبل أن يتم تنظيم الحركة الكشفية في مدارس الإمارة عام 1937 بإشراف وزارة المعارف.

وبعد مشاركة الأردن في المؤتمر الكشفي العربي الأول في سوريا عام 1954 بدأت الجهود لتأسيس جمعية الكشاف الأردني والذي وافق عليه مجلس الوزراء الأردني عام 1955 واعترف بها رسمياً بقرار حمل رقم 4/34/1955، ونص على أن جلالة الملك المعظم هو حامي الجمعية وكشافها الأعظم في المملكة الأردنية الهاشمية، وفي نفس العام تم الاعتراف بالجمعية من قبل المنظمة الكشفية العالمية.

اعترفت المنظمة الكشفية العالمية بجمعية الكشاف الأردني التي أُنشئت في عام 1955، وبقيت هذه الجمعية تخدم قطاع الكشافة في الأردن حتى إنشاء مؤسسة رعاية الشباب في الأردن عام 1967 التي أعدت نظاما سمي (نظام الكشافة والمرشدات) وتشكلت في العام 1988 القيادة العامة للكشاف الأردني وصدرت إرادة ملكية سامية تقضي بتعيين سمو الأمير رعد بن زيد قائدا عاما للكشاف الأردني، واشتركت المؤسسة في التجمع الكشفي الإسلامي الأول والثاني والثالث والتي أقيمت في مكة، والمخيم العربي الثامن الذي أقيم في الجزائر عام 1969 وفي المخيم التاسع الذي أقيم في سورية في العام 1970، وقد بلغ عدد الأشبال والكشافة والجوالة في ضفتي المملكة عام 1967 (13247) وفي الضفة الشرقية في العام 1970 (8589)، وتشكلت المفوضيات لتشرف على النشاط الكشفي والإرشادي في مختلف مناطق المملكة، وبعد المؤتمر الكشفي الأردني الأول الذي عقد في عجلون عام 1975 تقرر دمج قيادة الحركة الكشفية وقيادة الحركة الإرشادية، وتم تشكيل جمعية الكشافة والمرشدات الأردنية، وبعد إلغاء مؤسسة رعاية الشباب تشكلت جمعية الكشافة والمرشدات الأردنية وهي تضم حاليا ما يزيد عن 75000 كشاف ومرشدة وقائد وقائدة ينتسبون للجمعية من خلال قطاعات هي: قطاع التربية والتعليم (وتضم الكشافة والمرشدات في المدارس الحكومية والخاصة) وقطاع الشباب (ويضم الكشافة والمرشدات في مراكز الشباب والشابات التابعة لوزارة الشباب) وقطاع التعليم العالي (ويضم الجوالة في الجامعات الرسمية والخاصة) والقطاع الأهلي (ويضم الكشافة والمرشدات في الأندية، الجمعيات، الهيئات المستقلة والهيئات الأهلية)، ويشرف على الجمعية لجنة تنفيذية مكونة من 16 عضواً برئاسة سمو الأميرة بسمة بنت طلال.